نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 571
فيهم ، لا من قبل نزول الآية ولا من بعدها. والخبر الصادق يجب أن يكون طبق
المخبر ، ولما كان الرابع الذي أمر الخبير به نفي تعذيبهم في الماضي والحال دون
الاستقبال فإن الخبر الصادق قد أخبر بهم في الاستقبال حيث قال : «وما لهم أن لا
يعذبهم الله» اقتضت البلاغة مجيء الفعل المضارع الدال ـ مع الإطلاق ـ على الزمانين
مع القرينة على أحدهما بحسب ما يدل عليه واقترن به قوله تعالى : «وأنت فيهم» فأفاد
دلالته على الحال دون الاستقبال ، ونفي حصول العلم بنفي تعذيبهم فيما مضى من
الزمان قبل نزول الآية ، فأتى سبحانه بصيغة اسم الفاعل المضاف ليدل على الماضي ،
فاقتضى حسن الترتيب أن يقدم صيغة الفعل لدلالتها على الحال الذي هو مدة مقامه فيهم
، لأن نفي العذاب فيما هو الأهم. وسيرد من التنكيت في القرآن ما يبهر العقول.